الحضري ومسلسل الهروب الكبير |
بعد أن مر على خبر هروب الحضري إلى سويسرا حوالي أسبوع للانتقال إلى نادي سيون السويسري الذيب يصارع على البقاء في الدوري السويسري الممتاز لازال خبر هروبه هو حديث الشارع العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، نظراً للتصريحات التي تصدر من حين لأخر حول الموضوع ، إضافة إلى الخبايا التي تنكشف يومياً في "مسلسل" هروب الحضري.
إلا أن هناك نقطة هامة ذكرها حارس نادي الأهلي أمير عبد الحميد الذي ذكر له الحضري قبيل سفره بسويعات أنه سيستمع قريباً إلى خبر مفرح لكلا الحارسين.
ولا مجال للشك في أن قصد الحضري هو فرحه ب"الهروب" إلى سويسرا والاحتراف في أوروبا وهو حلم الحضري على حد قوله ، وبالنسبة لأمير فإن الفرحة ستتمثل بحراسة مرمى النادي الأهلي حيث صعد أمير من مركز الحارس الجالس "على الدكة" إلى حامي العرين ومعشوق الجماهير ، وهو الأمر الذي وضح جلياً خلال لقاء الأهلي الأخير أمام غزل المحلة حينما هتفت الجماهير لأمير طوال المباراة ليتحقق حلمه أخيراً بحراسة مرمى نادي القرن الأفريقي بشكل أساسي.
إلا أن الحضري قد أصاب وأخطأ إلا أن الخطأ الذي ارتكبه كان أكبر لأنه كان في حق نفسه ، فهو كان محقاً حينما ذكر لأمير أنه سيسمع خبر مفرح خلال ساعات لأن أمير حصل على فرصته في حراسة مرمى النادي الأهلي ، إلا أنه أخطأ وبشدة في حق نفسه ، فأين الفرحة أيها السد في هروبك إلى سويسرا؟ هل الفرحة تكمن في جلوسك على المدرجات ومشاهدة فريقك الذي لا تستطيع أن تحمي عرينه وهو يقترب أكثر وأكثر من شبح الهبوط وعدم البقاء في الدوري الممتاز؟ أم هل هذه الفرحة في سماعك ورؤيتك لجماهير النادي الأهلي التي ظلت تهتف لك 12 عاماً وهي تهتف ضدك وتطالب بعقوبتك؟ أم أن هذه الفرحة تنتابك عند رؤية أشبال النادي الأهلي وهم يطالبون بعودتك أو إيقافك عن اللعب وحرمانك من ارتداء قميص أخر بعد أن ظللت ترتدي القميص الأهلاوي طيلة 12 موسماً؟ أم ربما أن هذه الفرحة هي مشاهدة جميع الصحف والفضائيات تكتب عنك وتطالب بإيقافك وكل يوم تفتقد الكثير من مسانديك ويلتف حول المطالبين بمنعك من لمس الكرة مرة أخرى العشرات والعشرات؟؟ .
للأسف أيها السد فلا يوجد نقطة وحيدة إيجابية في احترافك في سويسرا سوى معرفة جماهير النادي الأهلي اللاعبين الأوفياء الساعين للبقاء في النادي الأهلي و"خروج جنازتهم من مسجد الأهلي" وبين من يريد أن يلعب ليحترف ويجذب الأنظار في أوروبا برغم أن ما يتبقى له في مسيرته لا يسمح له بحصد ربع الألقاب -وإن كنت مبالغاً في هذا الرقم الكبير- التي حققها مع النادي الأهلي.
أعلم أنه سيأتي الوقت الذي تعترف فيه بالخطأ الكبير الذي ارتكبته في حق نفسك بالهروب إلى سويسرا ، وأن تعترف أنك كنت محقاً في نصف ما قلته لأمير ، لأن أمير وحده هو المستفيد وهو يستحق ذلك لولائه للقلعة الحمراء ، بينما كنت أنت الخاسر الوحيد من قرار هروبك لسويسرا.