عدد الرسائل : 991 العمل/الترفيه : طــــــــــــــــآلب المزاج : كل يوم مزاج تاريخ التسجيل : 13/02/2008
موضوع: الفضــيـــــــلــه الجمعة أغسطس 29, 2008 4:34 am
الفضيلة
الأمانة والصدق، ليستا حكراً على شعب أو دين أو ملة معينة، وإنما هما مبذولتان ومنتشرتان بين البشر حسب معادنهم التي تتشكل في النفوس أحياناً كالمواهب، وأكبر دلالة على ذلك هو قول الرسول الكريم الذي وضع أصبعه على الجرح تماماً، وأسكت كل مزايد يريد أن يتفاخر بما ليس فيه، وذلك عندما قال: «خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام»، تلك الكلمة الخالدة التي تحوي من علم النفس، والوراثة، والاجتماع الشيء الكثير، والتي أتمنى من أعماق قلبي أن يدرسّها ويدرسها، كل من كانت الدنيا لديهم لا تقبل أي درجات أو نسب، وانما هي «يا أبيض يا أسود» وبينهما حاجز لا يمكن اختراقه. كما أن الكذب، واللصوصية، والغش ليست مقتصرة على فئة محددة من البشر، ففي هذه اللحظة هناك من يسرق، ويسطو، ويبتز، في كل البلاد التي فيها معابد، ومساجد، وكنائس، ودور لهو، وسباقات خيل، وفصول دراسة. ألم يخترع المسلمون من «سابق العصر والأوان» هذا المثل القائل «حاميها حراميها»؟! التي هي سرقة من أشنع السرقات وضاعة وخسة.
إذن دعونا نحسن بقدر الإمكان من أوضاعنا ولا نرمي الناس جزافاً (وفينا ما يكفينا) ـ وعلى فكرة فلديّ حساسية مفرطة ممن يوجهون الاتهامات والانتقادات جزافاً على من «شنأوهم» وكذلك ممن يسبغون ويوزعون القيم المثلى النبيلة الورعة، على كل من اصطفوهم بعاطفة مشبوبة ليس فيها ذرة من العقل أو العدالة.
وإليكم تلك الحادثة الواقعية، فبفضل سائق بلجيكي استطاعت عجوز أن تحصل على ما فقدته من نقود ومجوهرات نسيتها في مركز استراحة على الطريق بين جنيف وبورغ في منطقة جبال الألب، وقد وجد السائق في الشنطة ما يقارب عشرة آلاف يورو إضافة لمجموعة كبيرة من المجوهرات، ووجد ما يدل على اسم المرأة وعنوانها، وفعلاً استطاع أن يصل إليها بعد فترة في باريس، وسلمها المفقودات وفق محضر من البوليس، وكانت المرأة في هذه الأثناء تواصل «التشكرات» للسائق الأمين، وفي نيتها أن تعطيه مكافأة مجزية على أمانته، فقالت له: إن العشرة آلاف يورو ليست لها أهمية عندي على الإطلاق، والحمد لله أن المجوهرات التي تساوى أكثر من «150 ألف يورو» رجعت كاملة غير منقوصة، وهذا كله بسبب شرفك وأمانتك». وعندما سمع السائق هذا الكلام وهذه الحقيقة، صرخ يسألها: يعني المجوهرات حقيقية؟! قالت له: نعم، «فصفرن» وكاد أن يغمى عليه، وأاخذ يلطم ويشتم نفسه، لأنه كان يعتقد أنها مزيفة، ولو انه كان يعلم أنها حقيقية لاستأثر بها ـ يعني «الأهبل» لم يكمل معروفه. طبعاً غضبت العجوز وغضب معها صغيرها الذي كان حاضراً، وكادت أن تنشب بينهما وبين السائق خناقة «بالأيدي» لولا تدخل رجل البوليس.
ورفضت المرأة أن تدفع له مكافأة ولا حتى يورو واحدا، وخرج «بخفي حنين» ملعلعا بشتائمه في الشارع، وتتبعه وتقتفي أثره شتائم العجوز وحفيدها